أنور غني الموسوي
- هذه المقطوعة كانت اول ما كتبته من سرد تعبيري في عام 1996، ثم راجعتها في 2003 ، ثم نشرتها بصيغتها النهائية في 2014 في مجلة الجسرة في عشرين صفحة بمساعدة الاخ العزيز عيسى ابو الراغب و نشرته في مجموعتي الشعرية (لغات1) في ( 2015). ومن الواضح بقاء اثر للرمزية و التشظي الحداثوي فيها الذي زال بعد ذلك من كتاباتي وصارت تتميز بالانسيايبة الكاملة. و لقد كان الاخ العزيز عادل قاسم اول من تنبأ بان هذا اللون من الشعر سيكون له أثره. ولقد كان اول من كتب هذا اللون معي حينذاك الاخوين فريد غانم و كريم عبدالله وسميناه السرد التعبيري ثم كونا نحن الاربعة و الاخت رشا السيد احمد مجموعة تجديد.
-------
"أناشيد الشتاء"
أناشيد الشتاء تغرق في الضباب، تترك في ذاكرة الشوارع نشوة لا تُنسى زواياه الباردة تحفل بالصمت، فأتجمّد في حلمي كشجرة غابٍ قديمة .
*
الصوت ينحني، يتلاشى في الفضاء العريض. ليس للكلمة إلا أن تسقط في الوحل. السفن البائسة تخترق أُذني. تلك الأزاهير تبتعد ،تتقيّأ الألم السرمديّ، توّرثه الأجيال و الحلم.
*
حكايات الحضارة تغرق في المحيط.قيل حتى مياه البحر، بما فيها من أساور و تواريخ قد إلتقمها الذباب في لحظة آسارة، فصارت معدته ينابيع دافئة.
*
قلب العالم يتقاعد كأرملة. لا مكان لحلم الإنسان. لا دفء و لا نشيد. سنابل القمح تعرّي ساقيها، تنحني خجلة فما في رؤوسها سوى الهواء الثقيل. أجل، للمغيب ألف أغنية ، لا يعرف عنها الفلاحون شيئا.
*
السنين ترتجف، قد أكل قشرتها الأطفال، فلم يبق للإنسان فسحة تسع إبتسامته. كلا، من الكذب جداً إتهام الجسد بآثام الإنسانية، فحبّ القمر غير محتاج لدم الطبيعة.
أنور غني الموسوي
العراق