نائبُ الموت


كريم عبد الله


( قصيدة بوليفونية متعددة الأصوات )

في البلادِ البعيدةِ التي يتكاثرُ فيها الموت، كانت الأزهار تنمو مسرعة بلا أوراقٍ وسيقانها عارية مصابة بأنيميا الفرح. يا للأغاني الحزينة، مستمرة ردّدها الجميع حتى انكيدو. لارسا تألقت معابدها وبساتينها الخضراء. اشارات مرور للمصفحات تزمجرُ وتعمّقُ الأخاديدَ في هديلِ كلِّ صباحٍ. مِنْ أينَ سيبدأُ الطوفان، ويفتّحُ عيونهُ اليرقانَ؟ ينتظرُ مَنْ يوقف شلاّلاتِ ليلٍ أحمق يتغشّى حكاياتٍ مكدّسة فوقَ الشفاه. مَنْ أذنَ لنائبِ الموتَ في حقولنا ينبحُ وتغمسُ إبتسامتهُ تواشيحَ الأنين ويستهلكُ رصيدَ الأبتسامات؟ أناشيدُ البكاء معلّقة على أستارِ الريح تهزُّ سروجَ الخيولِ الضامئة وقدْ سوّرتها ذئابٌ تصهلُ عالياً. يا إلهي كمْ أمطرت السماء أزهاراً ملغّمةً فوقَ الرؤوسِ الراكضةِ بلا أجسادٍ. لماذا لمَّ القمر أذيالهُ الفضيّة من الأنهارِ خجلاً يتقمّصهُ، وكلمّا تنامُ الحيتان الجديدة على أشجارِ الصفصاف، مرغمينَ نحملُ أوزارَ تفاهاتها. كمْ أنتَ رقيقٌ أيّها النائب حينَ تستلُّ بذورَ السعادةِ مِنْ بيادرهم؟

....
هامش بقلمك المؤلف: نائب الموت : هي نبوءة راودتني كثيرا قبل سقوط النظام بأيام قليلة , توقعت ان الموت سيرسل نائبه لهذه الارض وهو عنوان لأحدى مسرحياتي تتحدث عن نفس المضمون .




كريم عبد الله
العراق