النفيُ الى الدّاخل


ميثاق الحلفي



وعُدتَ كما العاشقِ لأوّلِ مَرة تَجرُكَ الصباحات الباردة وأشباحُ الصّورِ. كَمْ تَوسّلتكَ أﻻّ تبيعَ محراثكَ، فلَمْ يَزلْ في الحقل مناسفٌ وسلالُ من البيضِ وزنابق ودخان. لا زالَ هناك مُتسع من اللحنِ؛ اللحنُ الذي سَلبَ وقاركَ فلا أُنثى ترغَبُ بقواكَ اللّينةِ، وأنتَ تُخاطبُ أعشابَ الأرضِ بنصفِ رَجُلٍ. اسنانُكَ النّخِرةُ لا تقضمُ الغيوم. ستعودُ الى وسادتكَ العتيقة تطوي أميالاً من الأمنيات، تنهضُ مَذعوراً عند أولِ صافرةٍ للقطارات، تتحسّسُ معاطفَ النساء وعيناكَ مبلولتانِ ولاتَ حينَ أُمنيةٍ. يا أيّها المَنفيُ الى الداخلِ غداً تَحِنّ الى الخلجانِ تُطاردكَ لَعنةُ الصّواري وبعض من الحقائبِ. لعنةُ (موزارت) ستموتُ دفعةً واحدةً كآفاتِ الحرائشِ وأجراسُ العارِ تلحق بلحنك الأخير.







  ميثاق عودة صيهود الحلفي شاعر عراقي و لد في البصرة سنة 1972.  صدر له مجموعة شعرية (النزف الآخر).